غوغول Google .. ماذا تعني هذه الكلمة
[size=16]ما من مستخدم للمواقع الإلكترونية,أو الإنترنيت, أو الحاسوب, إلا وعلى دراية بموقع غوغول.ينحدر آل غوغول من أسرة أوكرانية عريقة ظهر أسمها في تاريخ روسيا الصغرى منذ القرن التاسع عشر.مقترن بشخصية جد محارب هو ( أوستاب غوغول).
الذي قاد القوقاز في معاركهم ضد البولونيين.وأدت إلى انضمام أوكرانيا إلى روسيا القيصرية. وقد تركت الثقافة البولونية أثرها على حياة الأسرة, فاعتنقت الكاثوليكية.غير أنها ما لبثت أن عادت إلى الأرثوذكسية. وكان الجد الأسبق نيقولا غوغول راهبا . غير أن جده الأول لأبيه تخلى عن الرهبنة,وأستقر مع زوجته في ممتلكاته الصغيرة في منطقة كوبتشنسكي بالقرب من بولتافا, حيث ولد لهم طفل عام 1780م سموه فاسيلي غوغول. فحرص والده على تزويجه في سن مبكرة من ماريا إيفانوفنا. والتي أنجبت له 12طفل لم يعش منهم سوى ثلاثة. وكان أحدهم الكاتب نيقولا غوغول,الذي ولد في 19آذار لعام 1809م تحت إشراف طبيب.ونظرا لما كان يتمتع به من نشاط وحيوية, أرسل إلى المدرسة مع أخيه الأكبر وهو في سن العاشرة. فمات أخوه.وعاد وهو يعاني المرض, الذي أضطره إلى الانقطاع عن الدراسة طوال السنة.وفي العام التالي أرسل إلى مدينة صغيرة تدعى بيجن. حيث أتم فيها الدراستين الإعدادية والثانوية خلال سبعة أعوام. ولم يكن في سلوكه المدرسي ما يدل على موهبة سوى تفوقا ملحوظا في درس الديانة. تعرف خلال هذه الفترة على احد أقارب أمه وهو النائب الثري تروتنشكي. والذي كانت لديه مكتبة كبيرة أتاحت لغوغول الفتى أن يجعل منها ومن مطالعة محتوياتها هوايته المفضلة. ولم تمض فترة حتى أصبح يتحدث عن موجة الشعر الحديث في ذلك الحين, والتي يمثلها بوشكين, وجوكونسكي, وباتيوشكوف. وخاصة أن بوشكين قد نشر الفصول الأولى من رواية غوغول.كانت ثمة ظاهرة غريبة في مزاج غوغول,هي مبالغته الشديدة في الشكوى من المرض, والتي ورثها عن أبيه.وكذلك تعلقه الشديد بأمه وتعلق أمه به. وقد وصف نفسه في رسائله لأمه بالعبارات التالية:صحيح أنني لغز في نظر الجميع. ما من احد عرف من أنا,...... إنني ذكي في نظر بعضهم,بليد في نظر الآخرين.....أنظري إلي كما يحلو لك,....... وثقي بأن قلبي مفعم بأنبل العواطف, وأنني لم أعرف الزلل من قبل, وأنني كرست كل جهودي للخير.قد تقولين إنني حالم بأفكاري, كما لو أنني لم أكن اسخر بيني وبين نفسي من أحلامي.أخاف أن أمر في هذا العالم دون أن أترك أثرا لوجودي, أو أن أجد نفسي موثقا إلى دوامة الذين لم يخرجوا أبدا من ظلام حياتهم. هما أردت أن أكون فلابد من أن أدفع الثمن...... إن مجرد تفكيري بأنني قد أتوارى قبل أن أخط أثرا على الأرض, يغمر وجهي بالعرق البارد.أومن بأن الله يعاقب الأشرار, فالعدالة التي اختارتها مشيئته نظاما لحياة البشر, يجب أن تسود. غير أنني أتساءل أيضا : ألا يعاقب الذين لا يقومون بعمل يذكر؟
في خريف عام 1828م, رحل إلى بطرسبرغ وأكتشف هنالك افتقار الأدب الروسي إلى الأجواء التي يمثلها الشعب الأوكراني في تقاليده وأساطيره وقصصه وأغانيه وفنونه.فنشر مخطوطة من الشعر القصصي باسم مستعار(ف أفلوف) متوقعا أن تحدث ضجة. وفوجي بأنها لم تلق أي اهتمام, وكتب عنها أثنين من النقاد المرموقين: " متأدب ناشئ لا يجيد كتابة الشعر". وكانت صدمة عنيفة مست كبريائه في الصميم. فأستعاد جميع النسخ وحرقها. وأتيح له العمل موظف حكومي براتب ضئيل. وعام 1832م نشر كتابه (سهرات الضيعة)فكان من الأحداث الخارقة في تاريخ الأدب الروسي. وكان غوغول معجبا ببوشكين إلى حد العبادة ويكن له المحبة والثقة والاحترام.وقد التقى به في سهرات كان يرعاها شقيق الإمبراطور. وساءه أن يرى بوشكين يقضي الكثير من أوقاته في لعب الورق وشرب الخمر. إلا أن الصداقة توطدت بينهما. ثم أنتقل غوغول بعمله إلى المعهد الوطني لدراسة التاريخ بتكليف من الإمبراطورة التي كانت تبدي إعجابها بشخصيته الموهوبة الهادئة. ورغم أنه كان في غمرة من الكبرياء والزهو والاعتداد بالنفس, إلا انه بدأ السأم يتسرب إلى حياته,وأصبح أكثر ميلا إلى العزلة والتواضع.وبدأ يشعر بالحنين إلى ذويه.فالشهرة والاستقرار المادي, لم يبعثا في حياته إلا القليل من الطمأنينة.ولذلك عاش في تقشف وزهد. وبعد شعور من هذه المعاناة التي كان غوغول يدعوها بالكارثة في حياته التي يشعر بأنه أصبح عاجز عن العطاء. شرع في كتابة مجموعته القصصية الثانية( ميغورود). إلا أنه كان يعتبر التاريخ العام هو الشيء الأساسي , وما عداه لا أهمية له. ولذلك صمم على تدريس التاريخ. فطلب من صديقه ماكسيموفيتش الذي يدرس علم النبات في جامعة موسكو, أن يعمل على تعيينه مدرسا للتاريخ في جامعة كييف. فكان له ما أراد لأن شهرته طارت في الآفاق. وخريف 1834م ألقى أول محاضرة كانت مثارا للدهشة والإعجاب.ولكن رغم بلاغته في الأداء, وحرارة عباراته,غير أن محاضراته التالية بدأت تفقد تأثيرها. ومع هذا دعا بوشكين إلى حضور إحدى محاضراته وكانت عن الخليفة المأمون وعصره.,فحاز على إعجاب بوشكين الذي وجد فيه معلما نموذجيا للتاريخ.ومع هذا فغوغول بدأ يسأم من مهمته ويتذرع بالمرض إلى أن علقت الجامعة محاضراته في نهاية عام 1835م. لكن خلال هذه الأعوام الثلاثة المضطربة من حياته (18321835). أنجز عددا من القصص الرائعة. كروايته (تاراس بولبا) و(زخارف عربية) و(ميغورود) و (اللوحة) و(المعطف). حتى أن تورجينيف قال عبارته المشهورة: أننا خرجنا جميعا ( ويعني إياه,و غونتشارون, و يسيكس, و ديستويفسكي, و تولستوي) من معطف غوغول. وكان بوشكين يردد أمام زواره عبارة ويقصد فيه غوغول : يجب أن تكونوا حذرين مع هذا الروسي الصغير.إنه يسلبكم حقيبتكم بسرعة, حتى أنكم لا تجدون وقتا لطلب النجدة.
وكذلك فإن غوغول رغب في أن يصبح ممثلا في المسارح الإمبراطورية, وقدم فحصا عام 1830م رسب فيه دون أن ينبئ أحدا.ولكي يثبت جدارته كاتبا كوميديا, كتب مسرحيات. (سان فلادمير), و( الخاطبون) والتي حور فيها بعض المشاهد ودعاها(الزيجات). وأرسلها إلى بوشكين عام 1833 ليبدي رأيه فيها , فأعادها إليه في خريف 1835م مع توصية بتمثيلها. وبسبب تسلط الرقابة على المسرح فلم يتمكن من عرضها إلا في 19/4/1836 وبعد تدخل من القيصر,الذي حضرها وأوصى جميع وزرائه بضرورة مشاهدتها. ثم سافر إلى ألمانيا وسويسرا وباريس و روما. وفي روما تلقى النبأ الفاجع بموت بوشكين في مبارزة. وفي خريف عام 1841 غادر روما إلى موسكو وهو يحمل الجزء الأول من مخطوطته ( النفوس الميتة) والتي بقيت رهينة مما مما حكات الرقابة حتى 21/5/1842م. ولكنه أنجز رواية ( النفوس الميتة) أوائل عام1850م. ثم زار القدس التي لم تترك في نفسه الأثر الروحي الذي كان يتوقعه. وتميز خلال رحلاته وأسفاره كما يصف نفسه .على انه أصبح مرهف الإحساس في كل شيء, يجيد الاستمتاع بالأشياء الصغيرة من تدرج الألوان في الطبيعة, إلى ملامح التغييرات الطارئة التي تلتقطها الحاسة البشرية في الأصوات والأشكال والروائح, وتحول الانفعالات والأفكار, وانسياب الذكريات البعيدة والأخيلة العابرة, واستعادة التجارب المنسية, لكي يصنع من جميعها عالما حقيقيا لواقع الإنسانية, صقلته الرؤية الفنية, وأبرزت الكلمة الشعرية الحية مراميه البعيدة.وأنه لم يعرف الحب, ولم تكن له علاقات بالنساء إلا في أضيق الحدود. وكان ملما بالأحداث السياسية.وواعيا لكل مفاسد الحكم القيصري في بلاده,وتناقضات الأوضاع السياسية والأنظمة الرجعية وأخطائها في أنحاء أوروبا. ولم يحرص على الحياد في مواقفه السياسية, فتبنى الأفكار التقدمية, وكان معنيا بالإنسان في شروطه الاجتماعية والقومية. ثم بدأت الأمراض تنهك قواه وكان يخفي معاناته حتى على أطبائه. وفي ليلة من شتاء عام 1852م طلب إلى صبي كان يخدمه أن يقذف بروايته (النفوس الميتة ) في المدفأة. وفي الساعة الثامنة من صباح 1852/2/21م لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يغمغم: سلم ... سلم بسرعة.... ووجدت بين أوراقه وصية صغيرة , يهب فيها مردود مؤلفاته إلى أمه و شقيقاته, على أن يتقاسمنها مع الفقراء
منقول
[/size]ما من مستخدم للمواقع الإلكترونية,أو الإنترنيت, أو الحاسوب, إلا وعلى دراية بموقع غوغول.ينحدر آل غوغول من أسرة أوكرانية عريقة ظهر أسمها في تاريخ روسيا الصغرى منذ القرن التاسع عشر.مقترن بشخصية جد محارب هو ( أوستاب غوغول).
الذي قاد القوقاز في معاركهم ضد البولونيين.وأدت إلى انضمام أوكرانيا إلى روسيا القيصرية. وقد تركت الثقافة البولونية أثرها على حياة الأسرة, فاعتنقت الكاثوليكية.غير أنها ما لبثت أن عادت إلى الأرثوذكسية. وكان الجد الأسبق نيقولا غوغول راهبا . غير أن جده الأول لأبيه تخلى عن الرهبنة,وأستقر مع زوجته في ممتلكاته الصغيرة في منطقة كوبتشنسكي بالقرب من بولتافا, حيث ولد لهم طفل عام 1780م سموه فاسيلي غوغول. فحرص والده على تزويجه في سن مبكرة من ماريا إيفانوفنا. والتي أنجبت له 12طفل لم يعش منهم سوى ثلاثة. وكان أحدهم الكاتب نيقولا غوغول,الذي ولد في 19آذار لعام 1809م تحت إشراف طبيب.ونظرا لما كان يتمتع به من نشاط وحيوية, أرسل إلى المدرسة مع أخيه الأكبر وهو في سن العاشرة. فمات أخوه.وعاد وهو يعاني المرض, الذي أضطره إلى الانقطاع عن الدراسة طوال السنة.وفي العام التالي أرسل إلى مدينة صغيرة تدعى بيجن. حيث أتم فيها الدراستين الإعدادية والثانوية خلال سبعة أعوام. ولم يكن في سلوكه المدرسي ما يدل على موهبة سوى تفوقا ملحوظا في درس الديانة. تعرف خلال هذه الفترة على احد أقارب أمه وهو النائب الثري تروتنشكي. والذي كانت لديه مكتبة كبيرة أتاحت لغوغول الفتى أن يجعل منها ومن مطالعة محتوياتها هوايته المفضلة. ولم تمض فترة حتى أصبح يتحدث عن موجة الشعر الحديث في ذلك الحين, والتي يمثلها بوشكين, وجوكونسكي, وباتيوشكوف. وخاصة أن بوشكين قد نشر الفصول الأولى من رواية غوغول.كانت ثمة ظاهرة غريبة في مزاج غوغول,هي مبالغته الشديدة في الشكوى من المرض, والتي ورثها عن أبيه.وكذلك تعلقه الشديد بأمه وتعلق أمه به. وقد وصف نفسه في رسائله لأمه بالعبارات التالية:صحيح أنني لغز في نظر الجميع. ما من احد عرف من أنا,...... إنني ذكي في نظر بعضهم,بليد في نظر الآخرين.....أنظري إلي كما يحلو لك,....... وثقي بأن قلبي مفعم بأنبل العواطف, وأنني لم أعرف الزلل من قبل, وأنني كرست كل جهودي للخير.قد تقولين إنني حالم بأفكاري, كما لو أنني لم أكن اسخر بيني وبين نفسي من أحلامي.أخاف أن أمر في هذا العالم دون أن أترك أثرا لوجودي, أو أن أجد نفسي موثقا إلى دوامة الذين لم يخرجوا أبدا من ظلام حياتهم. هما أردت أن أكون فلابد من أن أدفع الثمن...... إن مجرد تفكيري بأنني قد أتوارى قبل أن أخط أثرا على الأرض, يغمر وجهي بالعرق البارد.أومن بأن الله يعاقب الأشرار, فالعدالة التي اختارتها مشيئته نظاما لحياة البشر, يجب أن تسود. غير أنني أتساءل أيضا : ألا يعاقب الذين لا يقومون بعمل يذكر؟
في خريف عام 1828م, رحل إلى بطرسبرغ وأكتشف هنالك افتقار الأدب الروسي إلى الأجواء التي يمثلها الشعب الأوكراني في تقاليده وأساطيره وقصصه وأغانيه وفنونه.فنشر مخطوطة من الشعر القصصي باسم مستعار(ف أفلوف) متوقعا أن تحدث ضجة. وفوجي بأنها لم تلق أي اهتمام, وكتب عنها أثنين من النقاد المرموقين: " متأدب ناشئ لا يجيد كتابة الشعر". وكانت صدمة عنيفة مست كبريائه في الصميم. فأستعاد جميع النسخ وحرقها. وأتيح له العمل موظف حكومي براتب ضئيل. وعام 1832م نشر كتابه (سهرات الضيعة)فكان من الأحداث الخارقة في تاريخ الأدب الروسي. وكان غوغول معجبا ببوشكين إلى حد العبادة ويكن له المحبة والثقة والاحترام.وقد التقى به في سهرات كان يرعاها شقيق الإمبراطور. وساءه أن يرى بوشكين يقضي الكثير من أوقاته في لعب الورق وشرب الخمر. إلا أن الصداقة توطدت بينهما. ثم أنتقل غوغول بعمله إلى المعهد الوطني لدراسة التاريخ بتكليف من الإمبراطورة التي كانت تبدي إعجابها بشخصيته الموهوبة الهادئة. ورغم أنه كان في غمرة من الكبرياء والزهو والاعتداد بالنفس, إلا انه بدأ السأم يتسرب إلى حياته,وأصبح أكثر ميلا إلى العزلة والتواضع.وبدأ يشعر بالحنين إلى ذويه.فالشهرة والاستقرار المادي, لم يبعثا في حياته إلا القليل من الطمأنينة.ولذلك عاش في تقشف وزهد. وبعد شعور من هذه المعاناة التي كان غوغول يدعوها بالكارثة في حياته التي يشعر بأنه أصبح عاجز عن العطاء. شرع في كتابة مجموعته القصصية الثانية( ميغورود). إلا أنه كان يعتبر التاريخ العام هو الشيء الأساسي , وما عداه لا أهمية له. ولذلك صمم على تدريس التاريخ. فطلب من صديقه ماكسيموفيتش الذي يدرس علم النبات في جامعة موسكو, أن يعمل على تعيينه مدرسا للتاريخ في جامعة كييف. فكان له ما أراد لأن شهرته طارت في الآفاق. وخريف 1834م ألقى أول محاضرة كانت مثارا للدهشة والإعجاب.ولكن رغم بلاغته في الأداء, وحرارة عباراته,غير أن محاضراته التالية بدأت تفقد تأثيرها. ومع هذا دعا بوشكين إلى حضور إحدى محاضراته وكانت عن الخليفة المأمون وعصره.,فحاز على إعجاب بوشكين الذي وجد فيه معلما نموذجيا للتاريخ.ومع هذا فغوغول بدأ يسأم من مهمته ويتذرع بالمرض إلى أن علقت الجامعة محاضراته في نهاية عام 1835م. لكن خلال هذه الأعوام الثلاثة المضطربة من حياته (18321835). أنجز عددا من القصص الرائعة. كروايته (تاراس بولبا) و(زخارف عربية) و(ميغورود) و (اللوحة) و(المعطف). حتى أن تورجينيف قال عبارته المشهورة: أننا خرجنا جميعا ( ويعني إياه,و غونتشارون, و يسيكس, و ديستويفسكي, و تولستوي) من معطف غوغول. وكان بوشكين يردد أمام زواره عبارة ويقصد فيه غوغول : يجب أن تكونوا حذرين مع هذا الروسي الصغير.إنه يسلبكم حقيبتكم بسرعة, حتى أنكم لا تجدون وقتا لطلب النجدة.
وكذلك فإن غوغول رغب في أن يصبح ممثلا في المسارح الإمبراطورية, وقدم فحصا عام 1830م رسب فيه دون أن ينبئ أحدا.ولكي يثبت جدارته كاتبا كوميديا, كتب مسرحيات. (سان فلادمير), و( الخاطبون) والتي حور فيها بعض المشاهد ودعاها(الزيجات). وأرسلها إلى بوشكين عام 1833 ليبدي رأيه فيها , فأعادها إليه في خريف 1835م مع توصية بتمثيلها. وبسبب تسلط الرقابة على المسرح فلم يتمكن من عرضها إلا في 19/4/1836 وبعد تدخل من القيصر,الذي حضرها وأوصى جميع وزرائه بضرورة مشاهدتها. ثم سافر إلى ألمانيا وسويسرا وباريس و روما. وفي روما تلقى النبأ الفاجع بموت بوشكين في مبارزة. وفي خريف عام 1841 غادر روما إلى موسكو وهو يحمل الجزء الأول من مخطوطته ( النفوس الميتة) والتي بقيت رهينة مما مما حكات الرقابة حتى 21/5/1842م. ولكنه أنجز رواية ( النفوس الميتة) أوائل عام1850م. ثم زار القدس التي لم تترك في نفسه الأثر الروحي الذي كان يتوقعه. وتميز خلال رحلاته وأسفاره كما يصف نفسه .على انه أصبح مرهف الإحساس في كل شيء, يجيد الاستمتاع بالأشياء الصغيرة من تدرج الألوان في الطبيعة, إلى ملامح التغييرات الطارئة التي تلتقطها الحاسة البشرية في الأصوات والأشكال والروائح, وتحول الانفعالات والأفكار, وانسياب الذكريات البعيدة والأخيلة العابرة, واستعادة التجارب المنسية, لكي يصنع من جميعها عالما حقيقيا لواقع الإنسانية, صقلته الرؤية الفنية, وأبرزت الكلمة الشعرية الحية مراميه البعيدة.وأنه لم يعرف الحب, ولم تكن له علاقات بالنساء إلا في أضيق الحدود. وكان ملما بالأحداث السياسية.وواعيا لكل مفاسد الحكم القيصري في بلاده,وتناقضات الأوضاع السياسية والأنظمة الرجعية وأخطائها في أنحاء أوروبا. ولم يحرص على الحياد في مواقفه السياسية, فتبنى الأفكار التقدمية, وكان معنيا بالإنسان في شروطه الاجتماعية والقومية. ثم بدأت الأمراض تنهك قواه وكان يخفي معاناته حتى على أطبائه. وفي ليلة من شتاء عام 1852م طلب إلى صبي كان يخدمه أن يقذف بروايته (النفوس الميتة ) في المدفأة. وفي الساعة الثامنة من صباح 1852/2/21م لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يغمغم: سلم ... سلم بسرعة.... ووجدت بين أوراقه وصية صغيرة , يهب فيها مردود مؤلفاته إلى أمه و شقيقاته, على أن يتقاسمنها مع الفقراء
منقول