كشفت إحدى الوثائق التي حصل عليها موقع ويكيليكس ونشرتها جريدة الأخبار
اللبنانية مؤخراً أن ثمة خلافات طرأت بين زعيمي الشيعة اللبنانيين نبيه بري
وحسن نصر الله بعد حرب تموز 2006 على لبنان, ووصلت إلى حد قطع الاتصالات
المباشرة بين الرجلين.
وبحسب الوثيقة فإن الرجلان تبادلا الغضب من مواقف كليهما, فنبيه بري غضب
على نصر الله بعد إلقاءه "خطاب النصر" في 14 آب والذي " تصرف نصر الله،
خلاله، ظاناً أنه أكبر من صلاح الدين، وأكبر منّا كلّنا" بحسب ما ورد في
الوثيقة على لسان الوزير محمد خليفة.
أما نصر الله فقد غضب على نبيه بري بعد قيام الأخير "بخداع" الوزراء الشيعة
وموافقته على قرار نشر الجيش اللبناني في الجنوب. وبحسب الوثيقة فإن نصر
الله "انفجر غضباً" من ذلك, ما دفعه إلى إبلاغ بري عبر وسطاء بأن حزب الله
ليس "مستعداً لتسليم مواقعه للجيش اللبناني".
لكن بري تمكن في النهاية "من إقناع نصر الله بأنه، نظراً لكون الإسرائيليين
يعرفون مكان تمركز المواقع الثابتة... فإنها تحوّلت إلى عبء وليست شيئاً
ثميناً لحزب الله". لكن ذلك لم يكن خاتمة الخلاف, إذ تنقل الوثيقة أن بري
انزعج مرة أخرى "من إشارة نصر الله إلى أن على الجيش اللبناني أن يعود إلى
حزب الله".
وتورد البرقية معلومات عن خسائر حزب الله ومزاعم عن مقاتلين يتبعون حزب
الله "ممن لا يريد الحزب تبنّيهم علناً", كما تورد معلومات عن أن حزب الله
"دفن نحو 100 جثة تعود لمقاتلين من صفوفه بعيداً عن الأضواء، لتفادي الكشف
عن خسائره الحقيقية".
- اقتباس :
رقم البرقية: 06BEIRUT2699
التاريخ: 19 آب 2006 8:23
الموضوع: وزير شيعي يدّعي أنّ برّي خدع حزب الله وأنه على خلاف الآن مع نصر الله
مصنّف من: السفير جيفري فيلتمان
ملخَّص
1. أخبر وزير الصحة اللبناني (شيعي وعضو في حركة أمل) محمد خليفة (الرجاء
حماية اسمه)، السفير في اجتماع في الثامن عشر من آب، أنّ رئيس البرلمان
نبيه بري والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله هما على خلاف حالياً. وبحسب
خليفة، كان برّي غاضباً من «خطاب النصر» الذي ألقاه نصر الله يوم 14 آب.
ورغبةً منه في كبح جماح حزب الله، خدع برّي وزيري حزب الله من خلال موافقته
على قرار مجلس الوزراء الذي اتُّخذ في 16 آب لنشر الجيش اللبناني في
الجنوب، رغم أن جزءاً من القرار تخطّى الخطوط الحمراء لنصر الله. في جميع
الأحوال، لا يزال نصر الله وبري يحافظان على اتفاق على بعض «الخطوط
الحمراء» التي تشمل رفض وجود قوات لحلف شمالي الأطلسي في لبنان، إضافة إلى
رفض انتشار قوات دولية على طول الحدود السورية – اللبنانية. ونسب خليفة
لنفسه انتصاراً صغيراً، قائلاً إن جولته في الجنوب أعادت سيطرة الحكومة
اللبنانية على المستشفيات والمستوصفات التي حاول حزب الله أن يحتلّها.
واستناداً منه إلى تقارير طبية وأخبار متداولة، قدّر خليفة أن ما بين 300
إلى 400 من مقاتلي حزب الله قُتلوا في الحرب. وقدّم صورة مروّعة عن الجرحى
من مقاتلي حزب الله الذين خرجوا من مخابئهم تحت الأرض بعد الانسحاب
الإسرائيلي. خليفة، غير المعجب بحزب اللّه، رأى أن «أجواء النصر» ستخفت،
وأن أهل الجنوب سيستفيقون قريباً على الخسائر التي مُنوا بها بسبب نزاع
تسبّب الحزب به. لكن في الوقت نفسه، أكّد خليفة أن الكراهية ضد الولايات
المتحدة وإسرائيل موجودة في كل مكان في الجنوب، وأنها لن تتلاشى.
نهاية الملخص.
نصر الله وبرّي على خلاف
2. بناءً على طلب من الوزير محمد خليفة، زاره السفير في منزله (بعيداً عن
الإعلام وعن فريق عمله الوزاري). وقال خليفة – أحد الوزراء الشيعة في
الحكومة، والموالي لنبيه بري، إن الاتصالات مقطوعة بين برّي وحسن نصر الله.
وخليفة، الذي لطالما شكا لنا بأن بري كان مراعياً جداً لرغبات نصر الله
(سامحاً بذلك، على حد تعبير خليفة، لحزب الله بأن يبتلع حركة أمل)، كان
بادي السرور بالتغيّر الذي طرأ على مجرى التطورات. وعلى وقع الصوت القوي
للتلفزيون بهدف تعطيل أي وسيلة تنصُّت، قال خليفة إن الخلاف بين بري ونصر
الله ينبع من تطوّرين: الأول لأن بري كان غاضباً من «خطاب النصر» يوم 14
آب، الذي «تصرف نصر الله، خلاله، ظانّاً أنه أكبر من صلاح الدين، وأكبر
منّا كلّنا».
حزب الله يحدّد خطوطاً حمراء لقرارات الحكومة
3. والعامل الثاني للخلاف هو أن نصر الله كان غاضباً لأن برّي خدع الوزراء
الشيعة عبر الموافقة على قرار نشر الجيش اللبناني في الجنوب، وهو الذي
اتخذته الحكومة يوم 16 آب. وأوضح خليفة أن هذا القرار تجاوز ما كان يمكن
نصر الله أن يقبل به. وقال خليفة إن نصر الله أبلغ بري، من خلال وسطاء، بأن
حزب الله مستعد للتعاون مع نشر الجيش اللبناني في الجنوب، وأنه سيسمح
للجيش بمصادرة أي أسلحة يعثر عليها. إلا أن حزب الله لم يكن مستعداً لتسليم
مواقعه للجيش اللبناني. والأهم من ذلك، أن حزب الله كان يريد إبرام تفاهم
على أن تبقى بعض الأجزاء من الجنوب عملياً خارج نطاق عمل كل من الجيش
اللبناني وقوات «اليونيفيل» المعزَّزة.
4. على حد تعبير خليفة، فإنّ بري تمكّن من تغيير موقف حزب الله حيال موضوع
المواقع (العسكرية) الثابتة، وتمكن أخيراً من إقناع نصر الله بأنه، نظراً
لكون الإسرائيليين يعرفون مكان تمركز المواقع الثابتة، وألحقوا أضراراً
كبيرة بها، فإنها (المواقع الثابتة) تحوّلت إلى عبء وليست شيئاً ثميناً
لحزب الله. لكن نصر الله لن يتزحزح عن المحافظة على مناطق «ممنوع الدخول
إليها» في الجنوب. في هذا الوقت، اتفق بري والسنيورة اتفاقاً كاملاً على
ضرورة إعطاء الجيش اللبناني الحق بالتمركز في أي مكان في البلاد، بحيث لا
تبقى أي منطقة في الجنوب خارج حدود صلاحيات الجيش اللبناني. وانزعج بري
خاصة من إشارة نصر الله إلى أن على الجيش اللبناني أن يعود إلى حزب الله،
حتى في البيان الوزاري. وطمأن بري السنيورة إلى أن الحكومة ستقر مرسوم نشر
الجيش في الجنوب بالإجماع، مع إلغاء فقرة «المناطق الممنوع على الجيش
الدخول إليها».
اللجوء إلى وسيط آخر لخداع وزيري حزب الله
5. خلال اجتماع مجلس الوزراء، اتصل برّي بوزير الزراعة طلال الساحلي
(تُقاطَع جلسات مجلس الوزراء اللبناني دورياً باتصالات من الزعماء
السياسيين للوزراء المحسوبين من حصّتهم – سعد الحريري يتصل بالسنيورة،
ووليد جنبلاط يتّصل بمروان حمادة، إلخ...). برّي قال للساحلي أن يصوّت
تأييداً لقرار نشر الجيش وأن يبلغ خليفة ووزير الخارجية فوزي صلوخ بالتصويت
بنعم أيضاً. ونظراً للتنسيق الوثيق بين بري ونصر الله خلال الأزمة، فهم
وزيرا حزب الله سلوك الساحلي على أنه إشارة إلى أن نصر الله على علم
بالاتفاق، وهو ما سمح للقرار (نشر الجيش) بالمرور بسرعة ومن دون مناقشة
بعدما نال تأييد الوزيرين طراد حمادة ومحمد فنيش (أبلغنا وزراء آخرون بأنهم
فوجئوا من كيفية مرور جلسة مجلس الوزراء يوم 16 آب بهذا الهدوء، نظراً
لمقدار ما كانت الحكومة قريبة من السقوط على خلفية مناقشة تفاصيل قرار نشر
الجيش قبل أيام قليلة فقط).
6. وفي وقت لاحق، قرأ نصر الله تفاصيل قرار الحكومة وانفجر غضباً. وعندما
واجه وزيرا حزب الله نبيه بري، أجابهم بأنه يستخدم خليفة دائماً لإمرار
رسائله إلى الوزراء الشيعة – تصريح مؤكد – عندما يكون هناك اتفاق بين أمل
وحزب الله على أي موضوع. كان على وزيري حزب الله أن يدركا أنّ شيئاً من
طبيعة مختلفة متأتٍّ من سلوك الساحلي. لو تحقّقا من الأمر، لكان بإمكانهما
التصويت ضد القرار. لم يرغمهما أحد على التصويت للقرار. هكذا وافق وزيرا
حزب الله ونصر الله على قرار الحكومة من دون أن تكون نيّتهم شقّ الحكومة
ولا التضامن الشيعي ولا الاعتراف بأنّهم خُدعوا من خلال التصديق على أمر من
دون التحقُّق منه من سيّدهم.
لكن برّي ونصر الله يحافظان على بعض النقاط الحمراء المشتركة
7. سأل السفير، خليفة، عما إذا كان يعتقد بأن هناك تفاهماً غير مكتوب
يتضمّن ما يفيد بأنه، بينما نال الجيش اللبناني الحق من الحكومة بالانتشار
أينما يشاء، فإنه لن يضغط في هذا الاتجاه. توقّع خليفة أن يحصل هذا
السيناريو في بداية الأمر، لكن سيصبح الجيش أقوى وأقوى مع مرور الوقت. وفي
النهاية سيكون الجيش قادراً على فرض سلطته في كل مكان، وهو ما يعوّل عليه
برّي. وسأل السفير، خليفة، عما إذا كان بري ونصر الله، رغم خلافهما الحالي،
يحافظان على «خطوط حمراء» مشتركة حول تطبيق القرار الدولي 1701.
«بالتأكيد»، أجاب خليفة وهو يحصي على أصابعه النقاط الآتية: «ممنوع أي شيء
يشبه قوات حلف الأطلسي»، على حد تعبير خليفة الذي تابع قائلاً «لا يمكننا
قبول قوات أطلسية هنا. نقطة على السطر». ثانياً، حتى ولو كان سيصدر قرار
(دولي) ثانٍ، لا يمكن أن يكون ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الأمم
المتحدة). ثالثاً، ممنوع قوات أجنبية على طول الحدود اللبنانية – السورية.
8. رأى خليفة أن الموافقة على أي من هذه الشروط من شأنها إعادة رمي لبنان
في موقع مشابه للخضوع لوضعية الانتداب. «سنتحول إلى عراقٍ ثانٍ أو
أفغانستان أو فلسطين». وقرأ السفير مع خليفة فقرات من القرار 1701،
مستعيدين الفقرات الواضحة حول تهريب السلاح ومراقبة الحدود، مشيراً إلى أن
على لبنان التزامات جليّة في هذا الموضوع. أكثر من ذلك، قال السفير إن لدى
الرئيس بري مصلحة حقيقية في رؤية حزب الله عاجزاً عن إعادة تموين ترسانته
العسكرية. ورأى خليفة أن على لبنان القيام بمهمة مراقبة حدوده، ربما عبر
الاستعانة بالمساعدات التكنولوجية العالية، لكن من دون قوات أجنبية. وحذّر
السفير، خليفة، من أن الحصار على الأجواء والمياه اللبنانية سيستمر حتى
يصبح المجتمع الدولي واثقاً من تحسُّن مراقبة الحدود، والوسيلة الأسرع لفعل
ذلك هي بطلب مساعدة اليونيفيل من خلال القرار الدولي. «بري لن يوافق أبداً
على ذلك»، وفق خليفة: «أبداً! لا يمكنكم طلب ذلك منه». حاول السفير
البرهنة بأنّ مراقبة مشددة للحدود مع مساعدة دولية تعزز الدولة ولا تضعفها.
بانتظار صحوة في الجنوب، معاداة الولايات المتحدة في الذروة
9. رغبة منه في تغيير الموضوع، وصف خليفة ما رآه في زيارته التي دامت يومين
إلى جنوب لبنان. قال إن الدمار اللاحق في بعض القرى كان «لا يُصَدَّق،
أسوأ بكثير من الحرب الأهلية». أعرب عن اعتقاده بأنه بمقدار ما ستظهر آثار
الدمار، سينتهي مفعول «سكرة الانتصار» لدى المواطنين، وسيبدأون بمساءلة
سياسات حزب الله التي أثارت العقاب الإسرائيلي. وقال إنه، على المدى
الطويل، سيعاني حزب الله. لكنه عاد وأشار إلى أنه وجد منسوب كره الولايات
المتحدة وإسرائيل مرتفعاً جداً. قال «يعتقد الناس أنكم مذنبون بقدر ذنب
إسرائيل»، راوياً قصصاً حتى عن قرى مسيحية تلوم الولايات المتحدة على
توفيرها قنابل عنقودية ودعماً سياسياً لإسرائيل لتضرب ما يُنظَر إليه على
أنه استهداف عشوائي للمدنيين. قد يتحوّل لومهم إلى تحميل حزب الله
المسؤولية – «لنأمل أن يحصل ذلك» – لكن هذا لا يعني أن كرههم للولايات
المتحدة وإسرائيل سيخفّ، على حدّ توقَُع خليفة.
خسائر حزب الله بين 300 و400 مقاتل
10. سأل السفير عن حصيلة القتلى، في سياق اعتباره أنّ التقديرات حول الدمار
اللاحق بالبنية التحتية يبدو أنها مبالَغ فيها لأسباب سياسية. أجاب خليفة
بأنه جرى التعرّف على ما بين 850 و875 جثّة. إضافة إلى ذلك، ثمة تقريباً
300 جثة في مقابر جماعية أو في مشارح المستشفيات لم يتم التعرف إلى هوياتها
بعد. الجثث الموجودة في المقابر تمّ تصويرها وتوصيفها وأُخذَت منها عيّنات
من الحمض النووي DNA حتى يُجرى المقتضى إذا بحث عنهم أقاربهم. بعض هذه
الجثث يعود لمقاتلين من حزب الله ممن لا يريد الحزب تبنّيهم علناً، لكن
عدداً كبيراً من الجثث غير معروفة الهوية تعود لكهول، وفي بعض الحالات
لعائلات كاملة. إضافة إلى ذلك، قال خليفة، إنه، وفقاً لمعلومات مستقاة من
روايات متداولة، فإن حزب الله دفن نحو 100 جثة تعود لمقاتلين من صفوفه
بعيداً عن الأضواء، لتفادي الكشف عن خسائره الحقيقية.
11. وقدّر خليفة أن إسرائيل قتلت ما بين 300 و400 من مقاتلي حزب الله،
معتمداً على آلية معقَّدة في احتساب المقاتلين المحتملين الذين ربما سقطوا
من صفوف حزب الله، استناداً إلى أعمار الجثث التي لم يتم التعرف على
هوياتها والتي تندرج في سنّ القتال عند الرجال، وكم من مقاتلي الحزب ربّما
دُفنوا سراً. وقال خليفة إن هذا الرقم (بين 300 و400 قتيل) هو ضربة قاسية،
وسيساعد على جعل المواطنين يفكرون مرتين حيال حزب الله كلما أصبحت الخسائر
البشرية معروفة أكثر. بعد ذلك، قدّم خليفة صورة مخيفة عن أعداد مقاتلي حزب
الله ممن خرجوا من مخابئهم تحت الأرض، ونالوا العناية الطبية فور بدء
الانسحاب الإسرائيلي. ومثالاً على ذلك، دلّ خليفة على قصبة رجله قائلاً إن
مقاتلاً كان يعاني من إصابة كبيرة في الشق السفلي من رجله. ورغم أنه تمكّن
من إيقاف النزف، فإنّه لم يطلب العناية الطبية لـ15 يوماً. ومع مرور الوقت،
عاينه طبيب، وكان الالتهاب والتعفن قد تغلغلا في أنسجة رجله وصولاً إلى
فخذه. وتساءل خليفة «مَن هم هؤلاء الناس؟ كيف يمكنهم البقاء هكذا؟ هل أجبره
أحد على البقاء هكذا؟».
إعادة بسط السيطرة المركزيّة في القطاع الصحّي
12. عبّر خليفة عن اعتزازه العميق بأنه وضع علم الدولة المركزية خلال
جولته. بمؤازرة أفراد من قوى الأمن الداخلي، استعاد خليفة المستشفيات
والمستوصفات التي كان حزب الله قد بدأ باحتلالها، تعويضاً منه على تدمير
مرافقه. وباستثناء المستوصفات الطبية المدمرة التي أصبحت خارج الخدمة، قال
خليفة إنه أعاد سيطرة وزارة الصحة على جميع المؤسسات الاستشفائية في
الجنوب. وأشار السفير إلى أنه يجدر بالحكومة اللبنانية أن تكون أكثر حزماً
في هذا الموضوع، وهو ما وافق خليفة عليه.
تعليق
13. لا نشك في مدى كراهية خليفة لحزب الله. كما أن تقريره عن مداولات جلسة
مجلس الوزراء يشرح الهدوء الغريب الذي ساد جلسة الحكومة يوم الأربعاء
الماضي – بعد المعارك السياسية التي شهدتها الجلسات الوزارية السابقة.
لكننا نعتقد أيضاً بأن خليفة كان يحاول تقديم رئيسه برّي في صورة بطولية
لنا. ربّما تمكّن برّي من خداع نصر الله في تلك المرة الوحيدة، لكن بري
يبقى رغم كل شيء الشريك الأصغر ولا يبدو أن لديه النية بعد لمواجهة حزب
الله مباشرة. على سبيل المثال، لو كان بري عاقداً النية على الانضمام إلى
حركة 14 آذار في إزاحة إميل لحود من رئاسة الجمهورية، لكان بإمكاننا تصنيفه
عن حق قائداً شجاعاً. وبالنسبة للخطوط الحمراء المتفق عليها بين بري ونصر
الله، يمكننا على الأرجح تفادي استثارة الشيعة في موضوع قوات حلف شمالي
الأطلسي، عبر التأكُّد من عدم مشاركة عسكرية أو مساهمة في الفرق من أي دولة
عضو في الحلف الأطلسي تحت عنوان أطلسي صريح. لكن، سيكون علينا مواصلة
الدفع باتجاه المشاركة الدولية التي نحتاج إليها بوضوح على طول الحدود مع
سوريا وعلى المعابر الحدودية، ومن ضمنها المطار والمرافئ البحرية.
فيلتمان
رقم البرقية:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مصدر الترجمة: الأخبار اللبنانية