مقطع من رواية "ترمي بشرر" الفائزة بالبوكر العربية
عبده خال.
ترمي بشرر
يعد أبي من أمهر البنائين في مدينة جدة بالرغم من استخدامه القياسات البدائية التي قلما يخطئ في احتساب الأبعاد، ويصر على صحة حساباته إصراراً مبالغاً فيه، ناهراً معاونيه عن معارضته لو أن أحدهم شذ عما قرره أثناء التخطيط، امتلك سراً غامضاً في مقدرته على تشييد البيوت من غير انحرافات تذكر، وبرع في إقامة تصاميم هندسية لم تكن معروفة في مدينة جدة أيام شبابه، كان يأخذه من الحجاج، والمعتمرين، ففي أيام الحج يتفرغ لمتابعة الحجيج، والسؤال عن مهنة من يتحدث إليه، فإذا وجده بناء جالسه لرسم (كروكي) للعمران في بلاد محدّثه، فنبغ، وطار اسمه كأمهر البنائين، رغب أن أخلفه في مهنته، فهربت منه بحجة الدراسة، وعندما وجدني هائماً في الأزقة لم يكترث كثيراً بتلقيني ما يجب علي فعله، فانشغاله بالإنفاق على ثلاث زوجات ثابتات (غير الزوجات اللاتي جلس بين أحواضهن قليلاً، ومضى) جعل مهمته الأساسية توفير أرزاق لمطاحن الأفواه التي أوجدها على هذه الأرض، أو اقترن بها.
.............................
الاديب السعودي عبده خال...محرر صحيفة عكاظ
وراويه ترمي بشرر
فازت بجائزة البوكر العالمية في نسختها العربية للاصدارات الروائية عام 2010.
وتدور أحداثها حول عالم القصور وما يجري بها من إغواء وتدمير للنفوس.
واختيرت الرواية من بين 115 عملا لمؤلفين ينتمون إلى 17 دولة عربية.
الكتاب والمثقفون السعوديون الذين فرحوا لفوز عبده خال وهنأوه به،
لم يفعلوا ذلك لأنه مؤلف رواية «ترمي بشرر» روايته التي حاز عليها الجائزة فقط،!!!
إنما من أجل مسيرته الروائية الطويلة،
ومثابرته على الكتابة الروائية،
قبل سنوات من بدء الطفرة التي تشهدها حالياً الرواية السعودية
. سيتم ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية
. عبده خال فاز بالجائزة احتفال نظم في أبوظبي، في اليوم الأول من «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»
، بعد أن اشتملت القائمة القصيرة للمرشحين على خمس روايات أخرى إلى جانب «ترمي بشرر»،
واختيرت الأعمال الستة من أصل 115 عملا تأهلت للمشاركة
. وكان الفائزان السابقان بالجائزة هما بهاء طاهر عن «واحة الغروب» ويوسف زيدان عن «عزازيل».
على صعيد ردود الفعل حول فوز هذا الكاتب المثابر،
اعتبر وزير الثقافة السعودي عبدالعزيز خوجة أن عبده خال «سفير المملكة في الإبداع»،
وقال إن الفوز «يعكس حيوية الحراك الثقافي السعودي»
، مؤكداً أن وزارة الثقافة ستحتفي بصاحب «فسوق»
. واعتبر الناقد عبدالله الغذامي أن فوز عبده خال «فوز شخصي لي».
فيما قال الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل إن عبده خال يستحق الجائزة،
وفقاً للأعمال التي كتبها وتعتبر، من وجهة نظره، «هادفة وفيها مواقف انتقادية للواقع الاجتماعي، في شكل جريء»
مشيراً إلى أن عبده خال، كان منذ بداياته يبشر بهذه الطاقة الروائية. وشدد على أن المسألة ليست في إطار توزيع جغرافي، إنما، كما يقول، على الجائزة أن تذهب إلى من هو أكثر جدارة.