أكد الداعية الاسلامي الشيخ خالد الجندي أنه رفض تقديم المشورة للفنان الكوميدي المصري عادل إمام عندما طلبها منه بخصوص دوره في فيلم سينمائي يتناول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر.
ويرتدي إمام خلال فيلم "حسن ومرقص" الذي سيعرض هذا الصيف زي قس يتدلى الصليب على صدره، ثم يتنكر هربا من المتطرفين الاسلاميين في زي رجل دين مسلم يخطب في صلاة الجمعة.
إلا أن الجندي رفض بشدة اتهاما أطلقته مجموعة على موقع "فيس بوك" ضد عادل إمام بالارتداد عن الاسلام واعتناق المسيحية، وقال لـ"العربية.نت": هذا أمر غير مقبول، فالكل يعرف أن المحاكاة التي يقوم به الممثل في عمل فني كالدراما التليفزيونية والمسرح والسينما لا علاقة لها بالواقع، ولا يمكن الحكم على شخص بالردة لقيامه بعمل تمثيلي.
من جهتها أصدرت حركة المقاومة الالكترونية المعروفة باسم "حماسنا" بيانا تندد فيه بهذه الاتهامات ضد عادل إمام الشهير بلقب "الزعيم" وقالت إنها "ترفض الهجوم الحاد الذي يتعرض له على الانترنت ودعوات مقاطعته القائمة على ادعاء أنه تخلى عن الاسلام واعتنق المسيحية، بسبب ارتدائه ملابس الرهبان في فيلم حسن ومرقص".
يتصدر قائمة سوداء
والمعروف أن إمام يتصدر قائمة سوداء على موقع "حماسنا" لممثلين ومطربين تقول إنهم "يدعمون العري والابتذال". لكن الحركة ذكرت في بيانها "لا يليق أبدا الزعم باعتناقه المسيحية والدعوة لها لمجرد أنه يمثل دور قس. درب من دروب الحماقة أن نحول التمثيل إلى حقيقة".
وأضافت "نحن ندافع عن عادل إمام من منطلق الحق والواجب برغم أنه يقع في اعلى القائمة السوداء لمروجي ثقافة التعري والاسفاف، ولكن من الحكمة أن نقدر الأمور بقدرها ولا نتهم الناس بالباطل".
وتابعت بأن "عادل إمام ما زال مسلما وموحدا بالله ولم يعلن ارتداده عن الاسلام حتى نجد كل هذه الضجة المثارة بدون مبرر، ومن خلال رسائل تحريضية لا تحمل أي معنى لحسن الظن والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة".
التكفير أمر غير مقبول
من جهته قال الداعية الشيخ خالد الجندي لـ"العربية.نت": نحن لا نستطيع اخراج أحد من الملة، والحكم بالكفر أمر غير مقبول، فلا يمكن الحكم على معين بالكفر خاصة لو كان هذا الأمر تمثيلا، فالكل يعرف أن التمثيل لا علاقة له بالواقع، فإذا حكمنا بصحة الأحكام الناشئة عن أفعال التمثيل، لابد أن نحكم به أيضا على مشهد زواج ممثل وممثلة في عمل فني، وأن نحكم على الذين كانوا يقومون بتمثيل عبادة الأوثان في فيلمي فجر الاسلام أو الرسالة، بأنهم كفار خرجوا من الملة".
وأضاف أن "ناقل الكفر ليس بكافر، فلا يمكن الحكم بالردة بسبب دور تمثيلي، يعرف الكل أنه مجرد محاكاة يقوم بها الممثل وليس الحقيقة".
وأكد الشيخ الجندي أنه لم يقدم مشورة للفنان عادل امام بخصوص دوره في فيلم حسن ومرقص، مبررا ذلك بقوله "أنا لا أقدم مشورة في الأعمال الفنية بشكل عام لأسباب عديدة، أهمها أنني إما أن أحكم على العمل كله أو أتركه كله، وأنا أرفض أن يزج مثلي في أعمال لي عليها تحفظات كثيرة من الناحية الشرعية".
واستطرد "إمام طلب مني المشورة ولكني اعتذرت لأنه لا يجوز أن يأخذ برأيي في مشهد دون الآخر، فأنا مثلا أرفض أن تظهر امرأة من غير حجاب، وأرفض المشاهد الساخنة والعارية، ومشاهد الجنس والقبلات. أنا أرفض باختصار كل ما يخالف الشريعة الاسلامية، ولابد أن يفهم الجميع أن الدين ليس جسرا لأهواء البعض، وأننا – علماء الدين - لن نكون أداة للتغرير بالناس".
وتساءل الشيخ خالد الجندي " لقد ذهب عادل إمام إلى البابا شنودة، فلماذا لم يذهب إلى شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي. ما علاقة الجندي بالموضوع؟.. إذا كان جادا في استشارة المؤسسة الدينية، فليذهب إلى شيخ الأزهر لاستشارته، لأن الشيخ خالد الجندي لا يمثل الاسلام ولا المسلمين، وكل انسان يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
مزاعم اعتناقه المسيحية
وكانت مجموعة على موقع "فيس بوك" أنشأت صفحة خاصة بها شعارها "نداء إلى كل المسلمين.. قاطعوا المسيحي عادل إمام". وذكر موقع mbc.net أن هذه المجموعة يشرف عليها شابان، أحدهما يطلق على نفسه اسم "أكرم بهادر" ويزعم أنه من السعودية، والثاني اسمه "نضال" ويدعي أنه من المجر أو مقيم فيها.
والشعار الرئيسي للمجموعة "هذا الانسان يدعو إلى التنصير، أرجو منكم مقاطعته، ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد". ونشرت هذه المجموعة 4 صور تجمع عادل إمام برهبان وقساوسة، وهو يرتدي زي الكهنوت ويتدلى الصليب على صدره. كما ظهرت صفحة أخرى على موقع "فيس بوك" تحت عنوان "مقاطعة فيلم عادل إمام الجديد".
وكان إمام قد وجه اللوم إلى عدد من المشايخ من بينهم خالد الجندي ومحمد جبريل بسبب امتناعهم عن تقديم المشورة في فيلم "حسن ومرقص". كما أن عددا من شيوخ الأزهر وأعضاء البرلمان اعترضوا على سماح وزير الأوقاف المصري حمدي زقزوق لأسرة الفيلم بالتصوير في ثلاثة مساجد شهيرة بالقاهرة.
ويحكي الفيلم قصة رجلي دين مسلم ومسيحي تجبرهما ظروف التطرف على أن يرتدي كل منهما الزي الديني الخاص بالآخر، فيما ترتبط ابنة رجل الدين المسيحي بقصة حب مع ابن الآخر.
ويقوم بدور رجل الدين المسلم الفنان العالمي عمر الشريف، والفيلم من انتاج شركة "جود نيوز". وكان الفنان عادل إمام قد التقى البابا شنودة قبل فترة وعرض عليه سيناريو الفيلم، وقال كاتبه السيناريست يوسف معاطي إنه لم يضع أي محظورات، بعد أن ناقش أدق التفاصيل الشخصية طوال جلسة استمرت 3 ساعات.
وقال الانبا مرقص رئيس لجنة الاعلام بالمجمع المقدس في القاهرة إن "الفن ليس به مسلم ومسيحي، فكما يقوم المسيحي بدور الشيخ، فمن حق الممثل المسلم أن يقوم بدور القسيس، والكنيسة تشجع الفن الهادف".