اخي صاحب الموضوع
ساقول لك رايي بصراحه تامه عن هذا الموضوع بالذات الذي سبق وان كتبت فيه سلسلة مقالات متكامله في صحيفه عربيه .. ويومها الاخ والصديق رئيس تحرير الصحيفه قال لي ( سلسلة مقالاتك هذه سوف تفتح علينا ابواب الجحيم والنيران من القراء قبل النقاد ) ... وكانت المفاجاه لرئيس التحرير في حينها وليس لي لاني كنت متوقع النتيجه .. المفاجاه كانت ان اكثر من ( 61%) من القراء ايدو كل ما جاء في سلسلة مقالاتي ... المهم .. لا اريد الاستغراق اكثر ولكن ساعطيك الزبده والخلاصه في ما ذكرته في مقالاتي في حينها والذي لا ازال اؤمن به وهو :
اولا : من الناحيه الشرعيه والاسلاميه ونحن كمسلمين والحمد لله فان الشرع الاسلامي ليس فيه اي تعارض في هذا الموضوع ... وهذا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه يقدم لنا نموذجا فريدا في هذا المجال حين تقدمت اليه ام المؤمنين ( خديجة الكبرى) رضوان الله عليها لتخطبه لنفسها ... ورغم ان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه قد خصه الله بخصوصية ربانيه الا انه يقدم لنا في هذا الجانب صورة اخلاقيه وانسانيه وفكريه واجتماعيه ونفسيه كبيره ومتميزه وخالده تهدف الى تصويب مسيرة المجتمع الاسلامي نحو الهدف الاسمى الا وهو الحفاظ على وحدته وديمومته من اي انحراف كان ... وعلى نفس المنوال فقد سار الصحابة الاولين رضوان الله تعالى عليهم في تزويج بناتهم للمسلمين .. فكان الرجل منهم يقول لصاحبه (( واني اريد ان انكحك ابنتي ) ... وهذا يعني فيما يعنيه تصريح لا غبار عليه ولا شك من حوله في صحة منهج الشرع الاسلامي في هذا الجانب ..
ثانيا : كان المجتمع الاسلامي في الصدر الاول من الاسلام يعاني من اكبر مشكلتين اجتماعيتين الا وهما :
استشهاد المؤمنين من الرجال في المعارك والحروب ضد المشركين .. وهذا يعني بقاء زوجاتهم من بعدهم بلا امن ولا امان ضامن الا وهو الزوج ..
والامر الثاني هو شيوع ظاهرة العنوسه لاسباب مختلفه وهي ايضا حاله خطيره تؤثر على ديمومة المجتمع الاسلامي ... لذلك فقد كانت هذه المساله مباحه ومشروعه اي ان للمراه الحق في انها تخطب لنفسها رجلا ثم تتزوجه على سنة الله ورسوله كما هو حق الرجل في ان يخطب لنفسه امراة ويتزوجها على سنة الله ورسوله سواء بسواء ...واصبحت هذه المساله عرفا وعادة وتقليدا اجتماعيا معروفا في المجتمع الاسلامي لا غبار عليه ولا شك من حوله انذاك ..
ثالثا : المشكله ابتدات فيما بعد مع مرحلة الدولة الامويه ... لان الدولة الامويه خرجت في الكثير من قياساتها عن اصول ومنهج الدولة الاسلاميه الحقيقي الذي ارساه واسساه رسول الله صلى الله عليه واله واصحابه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدين الاربعه رضوان الله عليهم جميعا ... واشاعت الدولة الامويه في المجتمع الاسلامي انذاك امورا لم تكن مالوفه ومرعوفه بين المسلمين ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( الترف والبذخ والقصور والخدم والحشم والجواري ) لا بل ان يزيد بن معاويه زاد على ذلك بوصفه انه كان شارب خمر ومن اصحاب المجون ... وادى هذا الحال فيما بعد الى ذوبان ونهاية الكثير من القيم والعادات والموروثات الاجتماعيه التي كانت سائده في المجتمع الاسلامي انذاك ومنها مسالة ان تخطب المراه لنفسها رجلا او تحبه وتجاهر بحبها له ...
رابعا : لم يقف الحال عند هذا الحد .. بل زاد في التدهور في مرحلة الدولة العباسيه بشقيها الاول والثاني ... ونشات العصبية القبليه والمفاهيم العشائرية والقبليه على النحو والشكل الذي كانت تريده الدولة نفسها وليس على اساس المفاهيم السمحاء والجليلة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدون الاربعه رضوان الله تعالى عليهم اجمعين ... وتكرست في هاتين المرحلتين ( الامويه والعباسيه) كل المفاهيم والقيم الاجتماعية التي تقلل بل وتحط من فيمة المراه ومن حقها في الاختيار الطبيعي لحق الزوجية والزواج ....
وهكذا .. وعلى مر العصور التاليه ( العثمانية والعصور الحديثة) وحتى يومنا الحاضر هذا فقد استمرت النظرة الى المراه على اساس انها مامورة بوجوب الانقياد نحو الاختيارات الحياتيه وليس من حقها الاختيار بارادتها الحره ... وظلت مفاهيم ( كرامة اهل البنت ) لا تسمح لهم بخطبة رجل لابنتهم هي السائده .. كما ظلت مفاهيم باليه ومتخلفه ودخيله عن المجتمع الاسلامي بسبب التغلغلات الفارسيه والتركيه تفعل فعلها في تصوير مفاهيم منحرفه عن البنت او المراه التي تختار لنفسها رجلا او تخطبه لنفسها ...
وكان من نتيجة كل هذا ان مجتمعاتنا العربية والاسلامية اليوم تعاني من ظاهرة هطيرة جدا الا وهي انتشار ظاهرة ( العنوسه ) ....
والغريب والعجيب ... ان كل دعوات المطالبة بخقوق المراه التي تطالب بها النساء وبعض الرجال ايضا من المؤيدين لحقوق المراه قد اسقطت حق المراه في هذا المجال اسقاطا تاما بينما هو حق شرعي سليم ولا غبار عليه ابدا ...
ولقد علمنا وتعلمنا من القران الكريم ومن ديننا الحنيف ان الله تعالى قد خلق سيدنا ادم ابو البشرية والخلق كله .. ثم خلق الله تعالى سيدتنا ام البشرية كلها والخلق كله من ضلع سيدنا وابونا ادم ... ومعنى هذا شرعا وتشريعا ان لها مثل ما هو لادم ... وعليها مثل ما على ادم لانها منه كما هو منها ... ولذلك يقول الله تعالى في الكتاب الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم (( وجعلنا لكم من انفسكم ازواجا لتسكنو اليها )) ...
ولا اريد الاطاله في الكلام باكثر مما ذكرت رغم ان كلاما كثيرا غير هذا ذكرته في سلسة مقالاتي تلك لكنها الوبدة والخلاصه كما يقال ...
وبعد كل هذا .. تعالو لنسال انفسنا سؤالا واحدا ... لماذا ننكر على المراه حقها الذي اجازه الله ورسوله والمؤمنين ؟؟؟؟؟
اليس من حفها ان تحب رجلا وتخطبه وتتزوجه لنفسها على سنة الله ورسوله ؟؟؟؟
انه سؤال مطروح امام اؤلي الالباب ....
تقبلو تحياتي وتقديري لكم جميعا ... وعذرا على الاطاله في الرد ....
اخوكم فوتو شوب